الميتة التي تسقط من مكان مرتفع في الإسلام تسمى “المتردية”.
وذلك لورود أحاديث نبوية شريفة تشير إلى ذلك، منها:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتردية والموقوذة، إلا أن تُعْقَرَ”. رواه مسلم.
- حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموقوذة والمتردية، إلا أن تُعْقَرَ، فكل ما مات من ذلك ففيه شاة”. رواه أبو داود والترمذي.
والمقصود بالموقوذة: هي التي ضربت بشيء ثقيل فماتت.
والمقصود بالمعقرة: هي التي ذُبِحَتْ بعد سقوطها من مكان مرتفع أو بعد تعرضها للضرب.
ويُحَرَّم أكل الميتة التي تسقط من مكان مرتفع أو التي تُضرب بشيء ثقيل، إلا إذا تم ذبحها بعد سقوطها أو بعد تعرضها للضرب.
والحكمة من تحريم أكل الميتة التي تسقط من مكان مرتفع أو التي تُضرب بشيء ثقيل:
- أنّها قد تكون ماتت بسبب مرض أو عيب فيها.
- أنّها قد تكون ماتت بسبب خوفها من السقوط أو من الضرب.
- أنّها قد تكون ماتت بسبب ألمها من السقوط أو من الضرب.
ولذلك، فإنّ ذبحها بعد سقوطها أو بعد تعرضها للضرب يُعتبر بمثابة إجهاز عليها، ويُحَلّ أكلها.
وهناك بعض الفقهاء الذين أجازوا أكل الميتة التي تسقط من مكان مرتفع أو التي تُضرب بشيء ثقيل، حتى لو لم يتم ذبحها بعد سقوطها أو بعد تعرضها للضرب.
ولكن، الرأي الراجح هو أنّ أكل الميتة التي تسقط من مكان مرتفع أو التي تُضرب بشيء ثقيل حرام، إلا إذا تم ذبحها بعد سقوطها أو بعد تعرضها للضرب.
والله أعلم.