تحضير نص صحب الناس قبلنا ذا الزمانا

العنوان: صحب الناس قبلنا ذا الزمانا

الشاعر: أبو الطيب المتنبي

العصر: العصر العباسي

النوع: شعر الحكمة

الموضوع: حكمة المتنبي في الحياة والناس

المطلع:

صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وتولّوا بغصة كلّهم منّا

الشرح:

يبدأ المتنبي قصيدته بقوله “صحب الناس قبلنا ذا الزمانا”، أي أن الناس قبلنا قد عاشروا هذا الزمان، وتجرّعوا من مرّه، وعاشوا على نكده، ثم يضيف “وتولّوا بغصة كلّهم منّا”، أي أنهم انصرفوا عنا، وهجرونا، وخلفوا فينا غصةً وألمًا.

البيت الثاني:

ربّما تحسن الصنيع لياليًا وكأننا لم نرضَ فينا بريب الدّهر

الشرح:

يقول المتنبي في هذا البيت: “ربّما أحسن الناس إليّ في بعض الأيام، وعاملوني بلطف وكرم، وكأننا لم نكن نتوقع منهم أن يعاملونا بالحسنى، ولكننا لم نرضَ فيهم بريب الدهر”، أي لم نطمئن إلى حسناتهم، ولم نثق فيهم، لأن الدهر قد يقلب أحوالهم، ويجعلهم في يوم من الأيام يعاملوننا بسوء.

البيت الثالث:

فما زال يلومني على الّتي فعلوا ويعذّبني بما لم أصنع فيه جُرمًا

الشرح:

يقول المتنبي في هذا البيت: “فما زال الناس يلمونني على حسناتي التي فعلتها لهم، ويعذّبوني بما لم أصنع فيه جريمة”، أي أن الناس لا يقدرون حسناته، بل يلومونه عليها، ويتهمونه بالطمع والانتهازية، ويعذّبونه بما لم يفعلوه.

البيت الرابع:

وهل ذنبٌ أنّني لم أستطع أن أرى من الناس إلاّ ما كان في طبعه

الشرح:

يقول المتنبي في هذا البيت: “وليس ذنبي أنني لم أستطع أن أرى من الناس إلاّ ما كان في طبعهم”، أي أنه لم يستطع أن يغير من طبيعة الناس، ولم يستطع أن يجعلهم يحبونه ويقدرونه، بل ظلوا كما هم، وظلوا يعاملونه بالسوء.

الخاتمة:

يختم المتنبي قصيدته بقوله:

فإذا رجعتُ إلى نفسي قلت لها إنما الناس مجرى الماء الجاري

الشرح:

يقول المتنبي في الخاتمة: “فإذا رجعتُ إلى نفسي قلت لها: إنما الناس مجرى الماء الجاري”، أي أن الناس لا يملكون سلطة على أفعالهم، فهم مسيّرون بأقدار الله، ولا يمكن تغييرهم، فلابد من التعايش معهم، وأخذهم كما هم.

التحليل:

تتميز هذه القصيدة بجمال ألفاظها، وعذوبة معانيها، وقوة أسلوبها، كما أنها تعكس حكمة المتنبي وتجربته في الحياة، ونظرته إلى الناس.

ويمكن تلخيص أفكار القصيدة في النقاط التالية:

  • الناس متقلبون، ولا يمكن الوثوق بهم.
  • لابد من الحذر من الناس، وعدم الثقة في حسناتهم.
  • الناس مجرى الماء الجاري، ولا يمكن تغييرهم.

القيمة التربوية:

تُعد هذه القصيدة من القصائد التي تُعلم الناس الحكمة في الحياة، وتُحذرهم من الوقوع في حبائل الناس، وتُبين لهم أن الناس لا يملكون سلطة على أفعالهم، وأنهم مسيّرون بأقدار الله.