هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم

يختلف الحكم الشرعي على تهنئة المسيحيين بأعيادهم على حسب الرأي الفقهي السائد في ذلك. فهناك رأيان أساسيان:

**الرأي الأول:** يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، لأن ذلك يعد مشاركة في شعائرهم الدينية، وهي من خصائص دينهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: “من تشبه بقوم فهو منهم”.

**الرأي الثاني:** يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، إذا كانت التهنئة خالية من أي إقرار بصحة دينهم، أو المشاركة في احتفالاتهم الدينية، بل تكون مجرد تعبير عن الفرح والسرور بمناسبة عيدهم، وذلك من باب حسن الجوار وصلة الرحم، وتعزيز العلاقات الاجتماعية.

وهذا الرأي هو رأي دار الإفتاء المصرية، حيث أصدرت فتوى في ذلك تقول: “لا مانع شرعا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم، ولا خروج عن الدين بذلك، بل هو من باب حسن الجوار وصلة الرحم، وتعزيز العلاقات الاجتماعية”.

وبناء على ذلك، فإن الحكم على جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم يرجع إلى صاحب الرأي الفقهي الذي يتبعه المسلم. فإذا كان يتبع الرأي الأول الذي يحرم التهنئة، فلا يجوز له تهنئتهم، أما إذا كان يتبع الرأي الثاني الذي يجيز التهنئة، فلا مانع له من ذلك.

ولكن، حتى لو جازت التهنئة، فمن الأفضل أن تكون التهنئة مع عدم الرضا، وذلك بالتعبير عن الفرح والسرور بالمناسبة، مع عدم الإقرار بصحة دينهم، أو المشاركة في احتفالاتهم الدينية.