محافظة أسوان، صاحبة التاريخ الحافل بأثارها الدينية الإسلامية والقبطية، بجانب معالمها السياحية الخالدة التى تتواجد فى كافة مدنها بدءًا من أبو سمبل جنوبًا وحتى الشراونة شمالًا لتمتلك بذلك عاصمة الإقتصاد والثقافة الأفريقية زخمًا ثقافيًا هائلًا جعلها فى مصاف دول العالم.
وفى السطور التالية تتطرق" صدى البلد " بكلمات متعددة للحديث عن أحد المعالم الدينية الأثرية القبطية وهو دير الأنبا سمعان بالبر الغربى على صفحة نهر النيل الخالد.
فهذا المعلم الدينى الفريد يرتاده العديد من الأخوة الأقباط بشكل مستمر وخاصة خلال فعاليات الإحتفال بمولد الأنبا هدرا حيث يتجاوز عدد الزائرين فى ذلك اليوم الـ 4 آلاف شخص وهو اليوم الذى يواكب إقامته 12 كيهيك بالقبطية فى 21 من شهر ديسمبر من كل عام.
ويعود تاريخ دير الأنبا سمعان للقرن الخامس الميلادى ومقام على مساحة 6 أفدنة حيث يمثل طرازًا فريدًا للمعمار القطبي ويعتبر الدير الوحيد المتبقى من الأديرة الباخومية ويقام على إرتفاع 5.5 متر، ويضم مبانى من حجر الجرانيت والطوب اللبن.
وكان الدير يستقبل الحجاج المغاربة المتجهين إلى مكة عبر الصحراء الغربية مرورا بدير الأنبا سمعان ومنطقة وادى العلاقى ثم سواكن بالسودان ثم الأراضي الحجازية، وأن الحجاج المغاربة أثناء استضافتهم بالدير كانوا يحفرون أسماءهم على جدران الدير الداخلية ليمثل ذلك قمة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.
وقد ظل العمل بدير الأنبا سمعان حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، ويمثل طرازا فريدا للمعمار القبطي، وله مداخل من ناحية الشرق والغرب ومقام على جزأين، السفلي، والذي كان مخصصا لإقامة الشعائر، والعلوي ويمثل قصرا خاصا بإقامة الرهبان "قليات" بمختلف درجاتهم.
وفى هذا الإطار أوضح عبد السلام حسن عبد الله مدير عام آثار أسوان الإسلامية والقبطية، بأن دير الأنبا سمعان بأسوان من أديرة الأقباط الأرثوذكس العريقة، ويُعد من أكبر الأديرة القبطية فى العالم، ويقع على قمة تل جنوب جزيرة الفنتين بأسوان، وكان اسمه الأصلي دير الأنبا هدرا، وبسبب نقص المياه بعد قرن من بنائه، هُجر الدير وتُرك لعدة سنوات دون المساس به، لافتًا إلى أنه من أهم الأديرة القبطية على مر التاريخ فآوى إليه العديد من الرهبان عندما انتشرت المسيحية بين أهل ممالك النوبة وما زالت تحتفظ بالنقوش والرسوم على جدرانها وتمثل صور السيد المسيح والقديسين.
بينما قال حسن جبر أثرى متخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية بأنه يتم الاحتفال بعيد الأنبا سمعان في 21 ديسمبر من كل عام، ويزوره الأقباط من مختلف محافظات الجمهورية في هذه المناسبة، وهذا الدير الوحيد المتبقي من الأديرة الباخومية. وتقوم المئات من الأسر المسيحية بأسوان بالاحتفال بالذكرى السنوية نياحة القديس الأنبا هدرا الأسواني، أشهر القديسين المسيحيين في القرن الخامس الميلادى بمقر دير الأنبا سمعان الأثرى بالبر الغربي للنيل بأسوان بمشاركة أهالي أسوان وأبناء محافظات الصعيد، يتقدمهم قيادات الكنيسة فى أسوان، ويأتى فى مقدمتهم الأنبا هيدرا، مطران أسوان الحالى، والقص مرقص، راعى كنيسة العذراء مريم بأسوان.
وأضاف بأن الأنبا هدرا إنتقل إلى غرب النيل فى أسوان وبنى له دير والمعروف باسم دير الأنبا سمعان، للدعوة إلى الرهبانية واجتمع له نحو 300 راهب يشتغلون بالحرف المختلفة، وبعد وفاته خلد الأقباط ذكرى مولوده ووفاته التى تصادفت نفس التاريخ، بالحضور إلى الدير والاحتفال فى كل عام بهذه المناسبة، كما أن الدير حظى باهتمام مطرانية أسوان، وأصبحت إلى جواره مبان جديدة لإستقبال الزوار والضيوف، وقامت الحكومة برصف الطريق الإسفلتي حتى باب الدير.
واقرأ أيضًا:لكل اسم حكاية.. دير الأنبا سمعان بأسوان مركز ديني لتمثيل الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط فى القرن الخامس الميلادي.. صور
المصدر : صدي البلد