العدوى (الخمج) Infection هو مصطلح يطلق على الامراض الناتجة عن غزو وتكاثر الميكروبات في جسم العائل Host وخصوصا الانسان وقد تكون هذه العدوى ناتجة عن بكتيريا Bacteria , فيروسات Viruses , فطريات Fungi او طفيليات Parasites.
ولأن هناك تشابها لكثير من الأعراض والعلامات لعدد كبير من الأمراض الميكروبية فقد يتعين على المتخصص في الطب المخبري الكشف عن العامل المسبب لذلك المرض من بين تلك الانواع وذلك باستخدام واحد او اكثر من التقنيات مثل: المجهر Microscope او الزراعة Cultureاو الاختبارات المصلية Serological tests او التقنيات الجزيئية Molecular techniques, وذلك بحسب نوع الميكروب ومدى توفر تلك الامكانات في المختبرات وخصوصا في البلدان النائية.
وفي الجانب التشخيصي المجهري للطفيليات مثل طفيل الملاريا Malaria parasite فيجب على المتخصص في الطفيليات أن يدرس عدد كبير من الحقول المجهرية قبل يصدر تقرير عن النتيجة سواء أكانت سلبية أو إيجابية حتى وإن وجد نوع معين لطفيل الملاريا، فلابد من إكمال دراسة العدد المحدد من الحقول في المسحة الرفيعة Thin film وذلك لربما قد يكون هناك نوع آخر في نفس العينة لذلك المريض، حيث إنه من المعروف أنه جنس البلازموديوم Plasmodium الذي يصيب الإنسان ينتمي إليه أربعة أنواع من البلازموديوم، كما أنه قد ظهر أيضا نوع خامس في السنوات القليلة الماضية وهذا الأخير يصيب القرود.
ففي مناطق جغرافية معينة قد يتواجد نوع أو أكثر لذلك الجنس ولذلك فاحتمالية أن يصاب الشخص بأكثر من نوع من تلك الأنواع واردة، وهذه العدوى تسمى في العادة بالعدوى المُخْتَلِطَة’Mixed infection.
كما أنه في الأنواع الأخرى من الميكروبات قد يصاب الإنسان بنوعين أو أكثر من الميكروبات في نفس الوقت، وفيما يخص الفيروسات فقد يصاب الإنسان بفيروس أو أكثر، فمثلا قد يصاب شخص بفيروسات التهاب الكبد Hepatitis viruses من النوع B وD او ربما B و C او ربما الثلاثة معا, وربما يصاب بواحد أو اثنين من فيروسات التهاب الكبد، بالإضافة إلى فيروس نقص المناعة البشرية HIV وهو الفيروس الذي يسبب مرض الايدز AIDS ، وهذا الأخير يوثر بشكل كبير على مناعة الإنسان بحيث يصبح عرضة لكثير من الميكروبات الانتهازية opportunistic microbes وخصوصا الفطريات فقد يصاب بعدة انواع من تلك الميكروبات في نفس الوقت وممكن ينتج عنها الوفاة، بينما الناس الغير مصابين بالإيدز والذين عندهم جهاز مناعي سليم قد يكونون عرضة لتلك الميكروبات الانتهازية أيضا، وذلك بسبب انتشارها الواسع في البيئة المحيطة ولكنها لا توثر فيهم، ووجود أكثر من عدوى فيروسية في نفس المريض تسمى عدوى مرافقة Coinfection.
فقي حالة الفيروس التاجي (كورونا) Coronavirus المستجد كوفيد 19 COVID فيتم الكشف عنه باستخدام جهاز يسمى تفاعل البلمرة المتسلسل Polymerase chain reactionاو ما يرمز له بالاختصار PCR، وهو أحد التقنيات الذي احدث نقلة نوعية في عالم الأحياء الجزيئية Molecular biology، حيث اخترعه العالم كاري موليس Kary Mullis في العام 1983، وفي هذه التقنية يتم التضاعف للحمض النووي لذلك الميكروب في انبوب الاختبار ليصبح ملايين النسخ وذلك باستخدام تسلسل لبادئات Primers خاصة موجوده فقط في جينوم ذلك الميكروب المراد الكشف عنه.
وبمجرد أن تظهر النتيجة ايجابية تصدر النتيجة على أن المريض مصاب بفيروس كورونا وتتوقف عندها عملية التشخيص أو البحث عن فيروسات اخرى والتي ربما تكون مسؤولة عن أحداث المرض في الجهاز التنفسي ويبقى السؤال الأهم، هل من المحتمل أن يوجد هناك فيروس اخر متزامنا مع فيروس كورونا في نفس الوقت ويعمل عدوى مرافقة لفيروس كورونا؟ فبالرغم من أن فيروس كورونا لوحده يشكل خطورة تهدد الحياة للمريض المصاب به، كما أن الخوف من هذا المرض يكون أكثر ضررا على المريض من الفيروس نفسه وقد كسب فيروس كورونا سمعة سيئة من بين كل الفيروسات التي تفشت في القرن الواحد والعشرين، ولكن بما أن العالم اليوم يحاول معالجة الفيروس بأنواع عدة من المضادات الفيروسية التي أثبتت نجاحها ضد فيروسات أخرى أو باستخدام أنواع أخرى من المضادات التي تستخدم لعلاج الطفيليات مثل الملاريا.
فعندما لا يستجيب بعض المرضى لتلك العلاجات, فهل من المحتمل ان تكون تلك العلاجات فعالة ضد فيروس كورونا ولا تؤثر ضد الفيروس الاخر اذا كان فعلا موجود؟. …ويبقى السؤال محل بحث.
المصدر : صدي البلد