- الكنيسة تحتفل بتذكار إقامة لعازر في السبت الذى يسبق أحد الشعانين
- البابا شنودة الثالث يصف المعجزة بأنها جعلت كثيرا من اليهود يؤمنون بالسيد المسيح
- لعازر ذهب إلى جزيرة قبرص هو شقيقتيه مرثا ومريم وأسس أول كنيسة هناك
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ"سبت لعارز" وهو تذكار أشهر معجزة قام بها السيد المسيح بإقامة لعازر من بين الأموات بعد أن دفن بثلاثة أيام، وهو اليوم السابق للاحتفال بدخول السيد المسيح لأورشليم في "أحد السعف".
وسبت لعازر، هو ذكرى قيامته من القبر، ويحتفل به في السبت الذى يسبق أحد الشعانين، ولعازر هو صدّيق للسيد المسيح وتمت إقامته بعد أربعة أيام من رقاده.
وتدور أحداث اليوم إلى أنه لما مرض لعازر شقيق مريم ومرثا أنهما أرسلتا إلى السيد المسيح قائلتين: (يا سيد هوذا الذي تحبه مريض. فلما سمع يسوع قال: هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به).
وكان يسوع يحب أسرة لعازر، فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات، وأنا أفرح لأجلكم أنى لم أكن هناك لتؤمنوا، ولكن لنذهب إليه. فلما أتى السيد المسيح إلى بيت عنيا القريبة من أورشليم وقف أمام القبر وقال: "ارفعوا الحجر. فقالت له مرثا أخت الميت: يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام،
فقال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله. فرفعوا الحجر وصلى إلى الأب ثم "صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ" (إنجيل يوحنا 11: 43-44). وكان ذلك لبيان حقيقة موته، فلا يظن أحد أن ذلك حيلة باتفاق سابق. ولهذا قد عظمت الآية فآمن كثيرون بالسيد المسيح عقب هذه المعجزة.
ويصف مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث معجزة إقامة العازر من الموت بأنها معجزة ومذهلة جعلت كثيرين يؤمنون، ومع ذلك لم تترك تأثيرًا روحيًا في رؤساء الكهنة والفريسيين، وانطبق عليهم قول أبينا إبراهيم "ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون" ولم يكتفوا بعدم الإيمان، بل جمعوا مجمعًا ضد المسيح ومن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه".
وتساءل قداسة البابا شنودة ما الذي أضاع هؤلاء؟ لعل الذي أضاعهم: الذات وقساوة القلب، وكانت "الذات تقف حائلًا بينهم وبين المسيح. فهم كانوا يبحثون عن عظمتهم الشخصية وعن مراكزهم، لذلك نظروا إلى المسيح في كل معجزاته كمنافس لهم في السلطة والشعبية وفكروا أن يقتلوه، ولم يقولوا كيوحنا المعمدان، "ينبغي أن ذاك يزيد، وإني أنا أنقص".
وحسب كتب التقليد الكنسي فإن لعازر بعد أن أقامه السيد المسيح من الموت آمن كثير من اليهود بسب هذه المعجزة مما آثار فزعًا وأضطرابًا بين زعماء اليهود ورؤسائهم خوفًا من انتشار خبر المعجزة بين ألوف الوافدين إلى أورشليم لحضور عيد الفصح، لذلك تأمروا على قتل لعازر لكن الله حفظه ومنع عنه مؤامرات اليهود .
وبعد صلب السيد المسيح وموته وقيامته كان اليهود يحاولون القضاء على اتباعه ومحاربتهم وأضطهادهم فى كل مكان، ولذلك بقى لعازر موضع مطاردة اليهود الذين يضمرون قتله، لأن كثيرين كانوا إذا يرونه بعد موته يأتون لمشاهدته والتحدث إليه، فكان مثالًا حيًا أمامهم على قدرة السيد المسيح ولاهوته وبشارته بالخلاص لكل اليهود ولكل العالم .
لذالك تشاورا ودبروا مؤامرة لقتله ولكن عندما شعر الرسل بالخطر الذى يهدد حياة حبيبهم لعازر وأختاه، وكانوا يودون ان يحافظوا على هذا المثل الحى فى وسطهم لذالك أشار عليه الرسل أن يستقل قاربا ومعه أختاه مريم ومرثا وسافر في البحر المتوسط حتى رست السفينة على شاطئ قبرص فى مقاطعة كيتيون وهى الأن تسمى لارنكا.
واستقر لعازر وأختاه هناك وأخذ يبشر أهلها بالإله الحقيقي، وزار هذه الجزيرة القديس بولس و القديس برنابا والقديس مرقص الرسول سنة ٤٥ ميلادية، فكان أول أسقف على مدينة كيتيون، وكان فى الجزيرة عبادة الاوثان التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت، ونجحت الكرازة في المكان وتم تحويل أهالى الجزيرة من عبادة الأوثان إلى الإيمان بالسيد المسيح.
وبعد أن جاهد القديس لعازر ما يقرب من ثلاثين عامًا فى خدمة الجزيرة رحل عن عالمنا وقد بلغ من العمر حوالى 60 عاما ودفن هناك ، ومضت عدة قرون بعدها أكتشفت مقبرته فى سنة ٨٩٠ ميلادية ونقل الإمبراطور البيزنطى ليون السادس (٨٨٦ -٩١٢م) جزءًا من رفاته إلى القسطنطينية ولكنها بعد ذلك نقلت إلى مارسيليا بفرنسا.
المصدر : صدي البلد