د. يسرا نصرالله تكتب: صناعة التفاؤل في وقت الأزمات

لا يحدث شيء في ملك الله إلا بمراده، وبعيدا عن الناحية العلمية والطبية للتعامل مع هذا الفيروس ومكافحة العدوى والترصد للمرض والقضاء عليه، سأتحدث عن التصدي لهذا المرض من ناحية التقرب إلى الله تعالى بالدعاء فقد أمر الله تعالي المؤمنين بالاستعانة به قال تعالى " إياك نعبد واياك نستعين'.
فما هذا الفيروس إلا جند من جنود الله أرسله الله إلى البشر ليذكرهم بما اقترفوه وارتكبوه من جرائم حيث أنهم عثوا في الأرض فسادا قال تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس"، وحثهم على الرجوع إليه والتوبة من كل ما فعلوه من ذنوب وفساد في الأرض .. قال رب العزة سبحانه وتعالى في القرآن الكريم علي لسان سيدنا نوح " فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا"، وقال تعالى " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون". فيجب أن نلجأ إلى الله بالأستغفار والدعاء حتي تتحول هذه المحنة إلي منحة.
والناظر إلى واقع الناس في العالم يجد أن بعد هذا البلاء الذى حل بالبلاد افترق الناس في العالم كله إلى فريقين، الأول يهتم بالأبحاث الطبية وإيجاد علاج لهذا الفيروس أما الفريق الثاني جلس ينتظر حتفه ويندب حظه ويخشي المرض والموت والجوع وقلة الرزق، وأنا هنا أخاطب القسم الثاني بالطمأنينة، واللجوء إلى الله وعدم الخوف قال تعالى " وفي السماء رزقكم وما توعدون". وقال " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".
فالنجاة من هذا الفيروس لن تكون إلا باللجوء إلى الله والأخذ بجميع الأسباب من النظافة والتعقيم والأخذ بكل الإحتياطات وتنفيذ الإجراءات الإحترازية والوقائية.
إن التضرع إلى الله والتقرب إليه بالسجود والدعاء ليرفع عنا جميعا البلاء هو مفتاح النجاة للبلاد والعباد، ولاسيما أنه قد اقترب شهر رمضان المعظم بنفحاته الكريمة اعاده الله عليكم جميعا بالخير واليمن والبركات والسلامة من كل سوء، فلنزرع التفاؤل في حياتنا ونبث الأمل في نفوسنا فأنه لا منجى ولا ملجأ من الله إلا اليه.دمتم سالمين وسلمت البلاد والعباد من هذا الوباء.

المصدر : صدي البلد