كثيرة هى الروايات التى تتردد عن قرية المعتمدية بمحافظة الجيزة، لتمتزج فيها الحقائق بالشائعات والاكاذيب، حول إصابة عدد من أهالى القرية الهادئة بفيروس كورونا، تلك الجائحة التى تزلزل كيان دول عظمى كثيرة.
بين عشية وضحاها، بات اسم قرية المعتمدية، التى يعيش فيها أكثر من مائة ألف مواطن، أحد أبرز كلمات البحث على موقع البحث الأشهر في العالم “جوجل”، كما أصبحت القرية الهادئة “ترند” على المستوى المحلى والإقليمي أيضا، بعد أن سجلت العديد من حالات الإصابة بكورونا، مما أدى إلى فرض الحجر الصحى على القرية، إضافة، كما أن طريقة نقل العدوى، الذى اختلفت الشهادات حولها، سببا لذيوع شهرة القرية المتاخمة للعاصمة القاهرة، مما دفعنا للاستماع لشهادات عدد من أهالى القرية، حول قصة انتشار فيروس كورونا.
يقول عماد المليجي، مدرس، أحد أبناء قرية المعتمدية ساخرا: بقالنا كام يوم نسمع قصص عن قرية المعتمدية، وأنها أصبحت بؤرة وباء كورونا، أو أنها “ووهان مصر”، وأن أهلها بيحدفوا بعض بالكورونا، وتقريبا أهل المعتمدية هما اللي بيصدروا كورونا للعالم أجمع، وطبعا كثير من وسائل التواصل لها دور كبير في الهبد والهري، وكل واحد فيهم مصدره سواق توكتوك أو واحد هبد شوية على فيس بوك أو أى شىء لا يمت للواقع بصلة.
ويضيف: أنا ابن من أبناء المعتمدية، وتربيت هناك، وأتشرف بذلك أن أكون من أفراد هذه القرية الصغيرة التي تسع لـ 120 ألف نسمة، ونسأل الله أن يخرجنا من هذه الغمة على خير، وألا نرى مكروها في أحد نحبه، مستدركا: عندي بعض النقاط أريد أن أوضحها، لننهي الجدل في موضوع “الفرح” وأن الناس ماتوا بسبب الفرح، وأن “جزار بياكل الناس لحمة بالكورونا”، وكل هذا الكلام الذى ليس له أساس من الصحة، لذا سأروى بالضبط تسلسل الأحداث والحالات، وموقفها الحالي، كما عايشتها كأحد أبناء القرية، فالمصابون بكورونا 9 حالات، ومفيش 200 معزولين فى حجر صحي، و”لا مش عارف كام ماتوا فى فرح، ولا أي حاجة من الكلام ده”.
الحالة الأولى كانت حالة الحاج “ح” والذى أعلن عنها ابنه، وكان شجاعا لا يخاف من التشهير به، وقال “اللي تعامل مع والدي يطمئن على نفسه فالوالد مصاب بفيروس كورونا”، والآن الحاج “ح” رحمه الله فقد كان الفيروس أقوى منه، نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة.
ويضيف جمال الفقى، مدرس، من أبناء قرية المعتمدية: أما الحالة الثانية والثالثة كان بينهما نسب، ومثل ما هو معروف في كل قرى مصر فإنه يوجد عادات وتقاليد في الزواج ونقل المنقولات الزوجية “العفش والفرش” من بيت العروس إلى بيت العريس، وحدثت عملية نقل “الفرش” او مثل ما يعرف بالبلدي “شيل العزال”، وطبعا كان يوجد ناس مدعوون لهذه المناسبة، وهذا ما تم إثارته بأنه حدث فرح وليلة كبيرة، والناس ماتت بعد الفرح بسبب الفيروس. وللعلم الحظر اتطبق بعد 20 يوما من “الفرح”.
لافتا إلى أن الحالة الرابعة هي أخت لحالة من الحالتين الثانية والثالثة وماتت بتاريخ 19 مارس 2020 وكان تشخيص الوفاة هو التهاب رئوي حاد، وهو بالطبع من أعراض فيروس كورونا.
أما الحالة الخامسة فهي حالة “م” وهو مقيم بسوق المعتمدية ويتماثل الآن للشفاء، والحالة السادسة والسابعة: تم الاعلان عن زوج وزوجته ولكنهما نفيا أنهما مصابان بفيروس كورونا وهما الآن في الحجر الصحى.
ويختتم حديثه قائلا: الحالة الثامنة لرجل وهو الآن في الحجر الصحي، والحالة التاسعة”، يقيم الآن فى الحجر الصحي لمستشفى العجوزة
وطالب شاهدا العيان بضرورة تطبيق الحجر الصحي بعيدا عن أي تشديدات أخرى، بأن يتم تعقيم كافة شوارع المعتمدية وترشيد الناس بعدم النزول وإتباع التعليمات الصحية والأمنية ويتم أخذ عينات عشوائية من أهالى المعتمدية حتى يتم التأكد من أن أهل القرية سالمين وأنها حالات فرعية لا تستدعى لفرض هذا الحظر.
وشدد الشاهدان على أن ما حدث مرض وابتلاء من الله سبحانه وتعالى، ووارد جدا يصيب كل الناس، ووارد جدا يكون حدث خطأ أو شيء، فلذلك حالة التنمر بأهل القرية وعدم الاحترام ليهم شيء صعب جدا نتمني إيقافه.
المصدر : اليوم السابع