(فأما الزبد فيذهب جفاء).. كورونا جائحة وأزمة عالمية كبيرة جمعت ما بين الوباء والبلاء والشدة والقحط والنقم والضيق وضعت الإنسان والمسؤول في مأزق وامتحان حقيقي ما بين إنسانية وانانيتة واختياره السلامة اما الندامة، ما بين تحمل المسؤولية، وما بين الأصوات الشاذة التي تدعو الي الإنتقام والتشفي والفرقة والتناحر وخلق أزمات جانبية الكل فيها خسران بسبب عدم التركيز على أساس وجوهر الأزمة وكيفية التغلب عليها مما يزيد من سرعة انتشارها وتوحشها.
المبتلون بأزمة كورونا عليهم التضامن والتعايش معا، والصبر بالبحث عن العلاج الصحيح للأزمة فكريا وصحيا وسلوكيا ، ان أخطر ما في الأزمة هو تحويل مسارها أو مجرى أحداثها لتحميلها لفئة معينة أو اشخاص بعينهم هروبا من المسئولية الإنسانية والأخلاقية والمعنوية والمضنية للبلدان التي يقيمون على أرضها قال تعالي ( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
أزمة جائحة كورونا قد تطول وقد تقصر ..ولكن أهم ما فيها هو طريقة إدارتها من حيث التغلب عليها والتحكم بضغوطها ومساراتها كليا أو جزيئا حتي لا تأثر على كيان علاقات دولية صلبة متينة والتي قد تحولها أزمة كهذة إلي علاقات في مهب الريح اذا ما لم يتم التنسيق المسبق على كيفية إدارتها بكل حكمة وحنكة والتي قد تؤدي إلى أحداث تغيرات ايجابية جادة أو العكس …
أفعالنا ما هي إلا رد فعل وشتّان ما بين رد الفعل العشوائي لمفهوم الأزمة والتي تعني اللحظة وبين الإدارة التي تنتظر وقوع الأزمات لتتعامل معها بمنطق رد الفعل كحال الحياة مليئة بالازمات والتحديات ومهمتنا كإنسان وحكومات و دول هى التضامن والتعاون للتغلب على الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر، لذلك يعد التخطيط هو جوهر إدارة الأزمة.
وعليه يجب ان نثق فى أنفسنا وبعضنا البعض ونؤمن باننا كلنا في مركب واحدة ، ومن هنا لابد ان نقوم بعمل أشياء جيدة تبعدنا عن التفكير بإيذاء كل منا الآخر، ولكن علينا الاشتراك والتكاتف والتكافل فى أشياء حيوية وأعمال تطوعية ذات جودة وفائدة للجميع تدخلنا إلى آفاق أوسع للخروج من هذه الأزمة من خلال التعامل المناسب والأمثل معها.
متأكد ان البشرية ستتغلب باتحادها ومحبتها على كورونا وسيتصدي لها الإنسان وسينتصر عليها لتشهد الإنسانية على تعاونه ووحدته في السيطرة على تفشيها ، ليكتب التاريخ الإنساني باحروف من نور ان بفضل الله وبفضل تمسك الإنسان بحياة مشتركة مبنية على المحبة والمودة نجاح وانتصر على تفشي جائحة كورونا الفتاكة وهي التي كانت في طريقها للقضاء عليه وعلى إنسانيته.
المصدر : صدي البلد