مما لا شك فيه أن لجائحة فيروس كورونا المستجد على الإقتصاد تأثيرا عظيما فى جميع دول العالم وأمنها وكذلك لها أثر لا يستهان به على سلة الإمدادت الغذائية وينبغى الحذر من الوقوع فى فخ هيستيريا الشراء بسبب الخوف من عدم العثور على الإحتياجات الأساسية مما قد يعطى تأثيرا محتملا على الشعوب الأكثر فقرا.
وبالإشارة إلى تقرير برنامج الأغذية العالمية التابع للأمم المتحدة لتبعات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على الإقتصاد والأمن الغذائي أن الأسواق العالمية للحبوب الأساسية تتوفر بشكل جيد ولا تزال الأسعار منخفضة بشكل عام.
وبحسب التقرير فإن إنتاج الأغذية وتوريدها يتسم بطبيعة عالمية وتنتقل السلع والمنتجات من المنتج "سلة الخبز" الى المستهلك لكن الاجراءات المرتبطة باحتواء الفيروس أصبحت تفرض تحديات جديدة على ذلك .
وأفادت إليزابيث بيرس المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمية فى مؤتمر صحفي أن تعطيل الأمدادات الغذائية لا يزال فى أدنى مستوياته مؤكدة أن إمدادات الغذاء كافية والأسواق مستقرة نسبية مشيرة فى الوقت ذاته الى أن مخزون الحبوب العالمية الموجودة فى مستويات مريحة حتى الآن , واما التوقعات بالنسبة للقمح والمحاصيل الأساسية الأخرى فهى إيجابية حتى نهاية العام .
إلا إنه من المتوقع بشكل كبير ومن المنطقي أيضا أنه إذا فقد المستوردون الكبار الثقة فى تدفق موثوق به للسلع الغذائية الأساسية العالمية , فإن ذلك قد يؤدى الى الدخول فى مرحلة شراء الذعر أو الشراء بدافع الهلع (هيستيريا الشراء) من قبل المواطنين مما سيؤدى بالتالى الى إرتفاع الأسعار فى وقت قصير وحدوث احتكارات فى السلع والخدمات الزراعية والصناعية الغذائية وهذا غير مسبعد وقد يحدث قريبا .
أما الدول الفقيرة منخفضة الدخل فإن العواقب عليها قد تكون وخيمة ومدمرة خاصة إذا استمرت تبعات جائحة كورونا على المدى الطويل لاسيما وأن الاستراتيجيات الموضوعة للتكيف مع الجائحة تأتى على حساب الخدمات الأساسية فى هذه الدول مثل الصحة والتعليم .
ومما لا شك فيه أنه باستخدام الركيزة الإقتصادية لمؤشر الأمن الغذائي وأخذا بعين الإعتبار الإعتماد على السلع الأساسية مثل الوقود والخامات والمعادن فإن دول إفريقيا والشرق الأوسط هى الأكثر عرضه للخطر حيث أنه من المعروف وحسب تقارير المنظمات العالمية فإن افريقيا بها اكثر من 212 مليون إنسان يعانون من إنعدام الامن الغذائي بشكل مزمن و 95 مليون آخرون يعيشون وسط إنعدام الأمن الغذائى الحاد .
وفى الوقت ذاته التى تبرز مشكلات نقص العمالة ما يؤدى بالطبع أن يعطل عجلة الإنتاج الزراعى لاسيما فى البلدان الضعيفة فى افريقيا جنوب الصحراء الكبري فضلا عن إغلاق طرق النقل وهو ما يشكل مصدر قلق لمصدرى المنتجات الطازجة مثل الخضراوات والفواكه وتدابير الحجر الصحى التى قد تعيق وصول المزارعين الى الأسواق .
وفى ظل كل هذه المعطيات فإن الحلول تكمن بشكل كبير فى مراقبة أسعار المواد الغذائية والأسواق لمنع زيادتها ومنع الإحتكار , ونشر المعلومات بشفافية وصدق , والمساعدة على تعزيز السياسات الحكومية مع تجنب الذعر والإضطرابات الإجتماعية .
نعم .. أنها تبعات سوف تحدث بالتأكيد ليس فقط فى افريقيا ولكن أيضا سنراها فى دول العالم أجمع وحتى الدول المصنفة على أنها قوية إقتصاديا .
فجائحة كورونا هى تسونامى حقيقي يغزو جميع دول العالم وآثاره ستكون أيضا على الجميع .
المصدر : صدي البلد