ينقبض القلب من البقاء وحيدا .. هذه حقيقة فإننا لا نستطيع أن نرى أنفسنا حقيقة إلا في قلب شخص آخر فالقلب يهيج ويموج إذا شعر بالوحدة فالحياة هي أن يكون لك شركاء تشعر معهم بالبهجة وبأن الأشياء من حولك أصبح لها لونا مبهرا.
فالقلب يخفق بقوة اذا سمع صوت حبيبه والعين تلمع أذا تلاقت نظراتك مع من تحب والمشاعر تنتفض أذا شعرت بشركاء حقيقيين يحيطون بك ويظهرون لك مشاعر الحب.
فكل حب وشراكة حقيقية مع من نحب قصة تحول في شخصياتنا.. فعندما نضحك مع من نحب تهتز قلوبنا وعندما نستمع إلى الموسيقى معهم تهتز مشاعرنا وعندما نراقص من نحب نشعر بالحياة تدب في نفوسنا.
وعندما تمر بمحنة وتجد حولك من تستطيع الحديث إليه تسأله وتحاوره وتحكي له فيجعلك هذا تتمكن من تجاوز الأزمة.
كلنا نبحث عن الحب في عيون من حولنا حتى نستطيع أن نتنفس ونقاوم الأزمات ونعيش ..فالحب يغلفك بنسيج قوي من الحرير.. يجعلك تتجاوز قسوة الحياة
والحب يكمن في داخل كل منا سواء كان هذا الشخص قديسا أو غير ذلك ولكن هناك ممن حولك يستطيعون إخراج هذا الحب وآخرون يخرجون أسوأ مافيك .
وما أريد أن أقوله أننا في ظل ما نعانيه من خوف وهلع وتوتر ووحدة في ظل وباء عالمي يصيب بلا هوادة ولا يعرف الفرق بين الجنس أو الدين أو العرق أو اللون نحتاج إلى الحب.
ولأن الأزمات تجعلنا نشعر بالاحتياج الشديد لمن هم حولنا فهذا ماحدث لنا مع وباء كورونا الذي نعيشه الآن فنحن نحتاج لشركاء نشعر معهم بالحب والاطمئنان فتتولد لدينا القوة اجتياز الصعوبات التي نمر بها . فمع البقاء بالمنزل وعدم الخروج إلا للضرورة ومعظمنا يمارس عمله من المنزل ولم يعد هناك أماكن لممارسة الرياضة ولا حتىأماكن لاستنشاق الهواء ولا فرصة للقاء الأصدقاء وبقي لنا ممارسة الحب مع من حولنا.
نحن نحتاج أن نشعر بهذا الحب مع من حولنا نحتاج أن نحتمي ببعض من هذا الوباء أن تتشابك أيدينا وتلتحم أن نقترب من بعض أكثر ونشعر بالحب .. نحتاج أن نتخلى عن كل ماهو سيء فينا والأهم أن نقترب من الله فحب الله يقبع بداخل كل منا فحان الوقت أن نترك أنفسنا علي فطرتها نشعر بالحب فنستطيع اجتياز المحنة .
المصدر : صدي البلد