زادت الخطوات والقرارات التي اتخذتها الحكومة التركية تجاه فيروس كورونا المستجد، حتى الآن، من الارتباك وعدم الثقة. وبينما هي في حالة اليأس تجاه تفشي وباء كورونا في البلاد فإنها تكافح من أجل الحفاظ على دوران عجلات الاقتصاد.
ووفقا لموقع "أحوال" التركي المعارض، يبدو أن عقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مكان آخر. فقد أشارت تصريحاته إلى أنه أكثر قلقا بشأن "الموجة الثانية"، أي العواقب الاجتماعية والاقتصادية للوباء، في مرحلة يتصدع فيها الاقتصاد التركي بالفعل تحت الظروف الحالية حيث تنهار الليرة التركية، وتغلق الشركات الصغيرة، وتهبط الصادرات، وتبدو السياحة (حوالي 13٪ من الاقتصاد) مفقودة، لكن أردوغان لا يزال يعارض الإغلاق مصمما على إبقاء بعض القطاعات الصناعية مفتوحة.
وبحسب"أحوال" ، علق إيمارا ألتيندس، وهو أستاذ مساعد أمريكي تركي في علم الأحياء في كلية بوسطن، على التدابير المتخذة في تركيا للتعامل مع تفشي فيروس كورونا المستجد؛ محذرا الأتراك بشدة من "تسونامي فيروسي" الذي يقترب بسرعة كبيرة من تركيا.
وقال ألتيندس: "بحزن شديد، يجب أن أخبركم، أنه اعتبارا من الأسبوع المقبل، ستتجاوز وفيات كورونا اليومية في تركيا 100 حالة في اليوم. كما أن عدد الإصابات، التي تبلغ [حاليا] حوالي 18000إصابة، سيرتفع إلى ما بين 32000-36000".
ويشير ألتيندس إلى ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام في تركيا، والتي تختلف عن بعض البلدان الأخرى شديدة العدوى. وبحسب النتائج التي توصل إليها، فإن عدد الوفيات في إيطاليا للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما بلغ 1.7٪ فقط و 4.59٪ في إسبانيا. ومع ذلك، فإن 20 ٪ من الذين قتلوا بسبب الفيروس في تركيا كانوا أقل سنا من 60 عاما.
وفيما يتعلق بالوصول إلى ذروة انتشار الفيروس، اتفق الدكتور ألباي عزب، عضو المجلس الاستشاري العلمي للفيروس التاجي لوزارة الصحة، بشكل كبير مع ألتينديس حيث أشار إلى أن الوباء قد يصل إلى ذروته في غضون 4-6 أسابيع.
ووفقا للإحصاءات العالمية، ينتشر الفيروس التاجي في تركيا بشكل أسرع من أي مكان آخر. وبحسب وزير الصحة فاهرتين كوكا فإن 60 ٪ من الحالات في إسطنبول، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 16 مليون نسمة. وبالرغم من ذلك، تترك التدابير الركيكة للحكومة قطاعات كبيرة من السكان في تركيا تتنقل بحرية.
ولم تظهر السلطات التركية أي علامة على السماح بأي تحركات للتضامن أو العمل الخيري العام ولا تظهر أي علامة على إعادة النظر في إطلاق سراح السجناء السياسيين من السجون المكتظة.
وتعطي تصريحات أردوغان المتكررة انطباعا بأنه يرى أن هذا الوباء ليس فقط أزمة خطيرة ولكن أيضا فرصة للمصنعين الأتراك. وعلق بولنت جوكاي، أستاذ العلاقات الدولية في كيلي على أمل أنه بعد الإغلاق الصيني، فإن المنتجين الأوروبيين، الذين يعتمدون على الشركات الصينية في مجموعة من المنتجات شبه المصنعة، قد يعتبرون تركيا موردا بديلا على المدى الطويل". ولهذا السبب لا تزال الحكومة تسمح لملايين العمال بالذهاب إلى المصانع والمناجم ومواقع البناء على الرغم من المخاطر الصحية الضخمة.
وفي هذه المرحلة، من الصعب التنبؤ بالنتائج الاجتماعية المحتملة للوباء في تركيا. على عكس العديد من الحكومات الأخرى، فقد أصبح من الواضح أن حكومة أردوغان لم يكن لديها الكثير لتقدمه للعاطلين عن العمل، وطردت المسنين والفقراء من شرائح المجتمع.
وتعاني الموارد المالية للدولة من ضغوط شديدة، فمن الصعب للغاية معرفة ما إذا كانت الاضطرابات الاجتماعية ستحلق في الأفق أم لا حيث يعتمد ذلك على مستوى سوء إدارة الأزمة أو ردودها المتأخرة.
وقال جوكاي: "خلال الأشهر القليلة المقبلة، من المتوقع أن تنزلق تركيا، جنبا إلى جنب مع جنوب إفريقيا والأرجنتين، نحو الإفلاس والتخلف عن سداد الديون. بعد ذلك، كل شيء يعتمد على كيفية تقدم هذه الأزمة والمدة التي ستستغرقها حتى تنتهي".
المصدر : صدي البلد