هل الخوف من الأمراض المعدية حرام ؟.. مستشار المفتي يوضح الحكم والعلاج

ورد سؤال الى الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية عبر صفحته الرسمية يقول فيه : " هل حرام أن يخاف الإنسان من الأمراض المعدية ؟
رد مستشار المفتي قائلا: الخوف الطبيعي شيء جِبِلِّيٌّ في الإنسان ؛ لارتباطه بالحواس والشُّعُور ، وهذا أمْرٌ غير مذموم ؛ لقوله تعالى آمِرًا سيدنا موسى عليه السلام أن يمسك العصى التي انقلبت إلى حية : (قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ) وكذلك في قوله عز وجل : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) .
وأضاف عاشور خلال سلسلة فتاوى فقه النوازل التي يبثها يوميا عبر صفحته الرسمية: إذا تحَوَّل الخوف الطبيعي إلى حالة من الرعب والهلع بمعنى الخوف الزائد ، فإن ذلك يضر بالإنسان بل سيجعله ضعيفًا أمام ما يخاف منه ، ويصرفه ذلك عن التفكير الصحيح والتصرف السديد له ولمن حوله ، وعليه فلن يتمكن من اتخاذ التدابير والاحترازات التي تقيه بإذن الله من خطر أو شر ذلك الشيء المَخُوف منه ، وهذا ينافي درجات الإيمان العالية ، تلك التي تدعو إلى الأخذ بالأسباب مع التوكل التام على الله سبحانه ، وفي ذلك يقول تعالى : (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلَّا الْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) ، والمعنى هنا أن المداومة على الصلاة في خشوع تزيد القلب طمأنينة واستقرارًا نفسيًّا .
والخُلاصة : أنه لا مانع من الشعور بالخوف الطبيعي ، ولكن بشرط أن لا يُخْرِجنا عن حالة الهلع والرعب ؛ وإلا كان الخوف ممنوعًا ومحظوًا ، لضرره على النفس وعلى الغَيْر ؛ ونحن مأمورون بأنْ نأخذ بأسباب الوقاية والعلاج ، ونَرُدَّ الأمرَ كُلَّه بعد ذلك لله سبحانه ؛ إذ : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) .

المصدر : صدي البلد