ليست المرة الأولى التى يحتل فيها وباء المسرح العالمى فبين الحين والآخر، تطفو على السطح أزمة صحية عالمية، مثل: إنفلونزا الطيور والخنازير وسارس، وغيرها من الأوبئة التى نالت نصيبها من الألة الإعلامية التى نسجت منها أفلام الزعر ولكن يبقى فيروس كورونا الأكثر تأثيرًا وواقع قوى على المشاهد ويجعلنا نموت من التهويل أكثر من الاصابة بالمرض وسار ما يهمنا أن تكون النهاية سعيدة فقد حبس العالم بالكامل أنفاسه بين البقاء في عزلة تتوسط بين الطوعية والاجبار وتمَّ تعليق المدارس والرياضة والصلاة فى المساجد والكنائس فخلت المدارس والجامعات والنوادى من الناس برغم من أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها بمعقل الفيروس المستجد وأصبح الفيروس تحت السيطرة نظرًا لإجراءات الصين الاحترازية وانتقلت الموجة العاتية إلى أوروبا نرى إيطاليا لا تزال تتخبط في مواجهة الخطر بسياسات أقل نجاحًا ما تسبب في تحول إيطاليا إلى البؤرة الثانية عالميًا وقد تصبح الأولى بعد نجاح الصين فى السيطرة عليه داخليًا ولكن ما يدعو للأطمئنان أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد حول العالم بلغ حتى الآن 169564 فى حين سجلت 6513 حالات وفيات وشفى من المرض حوالى 77773 حالة.
فعلى الرغم من تدنى نسبة الوفيات بين المصابين فقد تسبب الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي فى بث حالة من الهلع ونشر الفوضى والرعب بين الناس مما ضاعف استخدام المواطنين للمطهرات والكمامات وظهور بيزنس جديد يتعلق بالتجارة فى المستحضرات الطبية وتهريب كميات كبيرة مجهولة المصدر إلى السوق المصرى خاصة مع ارتفاع أسعار المنظفات والمطهرات والكمامات الطبية، الأسوأ فى مسألة الفيروس حالة التنمر التى رافقته، فأصبحت الملامح الصينية والآسيويين تقلق وعرضة للضحك وللضرب فى بعض الأحيان ولم نكتف بذلك فمجرد أن يعطس أحد على الملئ كأنه أحضر ملك الموت فى لحظة وأنا هنا لا أقلل من خطر الفيروس ولا يمكن القول إنه غير موجود ولكن هناك أمراض أخرى حصدت العديد من الأرواح البشرية دون النظر اليها أو مقارنتها بالفيروس المستجد فعدد الذين يموتون كل عام من الإنفلونزا تتعدى 650 ألف شخص، ويصل عدد المصابين بالإنفلونزا الحادة سنويًا إلى 5 ملايين وأن ترك لنا الفيروس بصمة ستكون حتما من نصيب الباحثون والأطباء وطواقم التمريض هم الدرع الأول للوقاية من المرض وتحجيم انتقاله من وإلى البشر برغم تعرضهم لمخاطر الإصابة فلا يترددوا فى إنقاذ المصابين من تفشى الفيروس هم يستحقون الإشادة لأنهم أبطال حقيقيون ويقدمون إلى الأن للمجتمع ما يعجز الساسة والفنانين ولاعبى الكرة عن تقديمه.
المصدر : صدي البلد