أخي الكبير.. قصة عائلة سورية يبوء اندماجها في المجتمع الفرنسي بالفشل

صدرت عن دار العربي بالقاهرة ترجمة رواية "أخي الكبير" للكاتب الفرنسي من أصل كردي سوري ماهر جوفن، وقد ترجمها إلى العربية صابر رمضان في 326 صفحة.
وهذه الرواية الصادرة باللغة الفرنسية نالت جائزة الجونكور للعمل الأول في عام 2018، وتتحدث عن سائق تاكسي وشقيقه ممرض، من أصل سوري، وكل منهما يحكي قصته، التي تؤكد عدم احتمالهما الشعور بأنهما لن يكونا مقبولين أبدا في المجتمع الفرنسي، ومن ثم يتعايش القارئ مع هذه التجربة الأليمة: كيف يمكنك الانغماس في مجتمع لا يتقبلك بسهولة باعتبارك مهاجرا، حتى لو حصلت على الجنسية؟
يشرح الأخ الكبير مدى انقسام الأحياء والدوائر في فرنسا حسب الأصول والأعراق ليوضح العنصرية الكامنة في المجتمع، والرواية عموما تطرح سؤالا عن البحث عن الهوية في شكل من الغموض والإثارة، ذلك السؤال الذي يطارد كل أبطال الرواية، فكل منهم يجد طريقة مخالفة للآخر، منهم من ينغمس في الشرب والمخدرات، ومنهم من يرضى بشروط المجتمع وقوانينه، ومنهم من يختفي فجأة ويهرب من المجتمع ويقرر أن يثور عليه حتى ولو من الخارج.
وخلال أحداث الرواية تنفتح أسئلة الكاتب على "الجهاد" وعلاقته بـ"الإرهاب"، والشعور البائس بالوحدة، وضياع الحقوق في مجتمع الضواحي الهامشي الذي لا يكفي الحصول فيه على الجنسية أو الإقامة لكي يشعر المرء بالمساواة والاندماج والهوية الحقة.. إنها قصة عائلة فرنسية سورية تحاول الاندماج في مجتمع لا يوفر لهم الكثير من الفرص والحقوق.
ماهر جوفن، ولد عام 1986 في فرنسا من أم تركية وأب كردي، نشأ في سان سيباستيان سور لوار في الضواحي الجنوبية الشرقية من نانت، بالقرب من جدته ،وبعد أن درس الاقتصاد أكمل دراساته في الإدارة والقانون والاقتصاد في جامعة أنجيه، ثم في باريس في كلية السوربون.
وفي يناير 2014 شارك في إطلاق جريدة "الأول" وأصبح المدير التنفيذي لها في سبتمبر 2016، ونالت روايته الأولى "أخي الكبير" جائزة الجونكور في عام 2018.

المصدر : صدي البلد