عصفورين بحجر

يارب يا ساتر .. ادخل يا عم محمود مفيش حد .. أشاور بيميني ناحية حمام منزلي محدثا الأسطى محمود السباك: الحمام من هنا.الأسطى محمود: ايه المشكلة عندك يا أ. أمير.
أنا: الحنفية بايظة من يومين وعماله تنقط ياريت لو تصلحها أو تغيرها بحنفية تانية.. وألا أقولك يا عم محمود في حنفيات أوتوماتيك بتفتح لما بحط إيدي تحتها و بتقفل لما بسحب إيدي.. أنا شفتها في كذا فندق.. تعرفها؟
عم محمود: أيوه يا أ. أمير؟ طيب هاتها وركبها بدل الحنفية دي؟
لن أطيل عليكم.. مجرد حوار قصير مع عمي محمود السباك الذي أتعامل معه في أي عطل بسباكة المنزل وهذا كل ما حدث وللتوضيح فقد سألت نفسي عدة أسئلة مهمة أثناء إصلاحه: ماذا يحدث لو استبدلت حنفيات منزلي العادية في المطبخ والحمام بأخرى تفتح بمثابة وضع يدي تحتها وتغلق فور السحب.. هذه الموجودة في بعض الفنادق والشركات الكبرى.. ترى كم سأوفر عزيزي القارئ من الكيلو مترات من المياه في بيتي خلال الشهر وأيضا التخفيض المالي في فاتورة المياه؟ بالتأكيد سأوفر الكثير.
هذا أمر، أما الآخر فيكمن في أن هذه "الصنابير" مهمة جدا في مواجهة فيروس كورونا لأن من يستعملها لا يلمسها أبدا.
ويا حبذا لو أقنعت جاري بفعل ما فعلت؟.. ومن ثم باقي سكان العمارة أو معظمهم؟ ويا حبذا أيضا لو استطعنا تعميم الفكرة في شارعنا ومن ثم الشوارع والحي ومن ثم الأحياء المجاورة؟ يليها المحافظة ويوم بعد الآخر ينتقل التعميم لباقي المحافظات؟.. ليس حلما ولكنها فكرة تراودني دائما منذ فترة.
حنفية تعمل أوتوماتيك تفتح بمجرد وضع اليد أو الرأس تحتها وتغلق فور سحب اليد وهكذا "الدش".. بمعنى أنها لا تعطي إلا قدر المياه المطلوب فقط ولا تهدر المياه زي ما بنقول بالبلدي "عمال على بطال".
ليس هذا فحسب بل يمكن تحويلها إلى أوتوماتيك وتوفير نفقة شراء الحنفية الجديدة.. كل ذلك يساعد في تقليل استهلاك المياه في المنزل والتوفير في الفاتورة الشهرية.
لو استطعنا تعميم الفكرة سنوفر ملايين الكيلو مترات من المياه شهريا بالإضافة إلى أنك لن تحتاج للمس الصنبور "الحنفية يعني" فقط ستضع يدك أو رأسك أو أي جزء تريد غسله وستنزل المياه المطلوبة.
يمكننا تحقيق تلك الفكرة بالتعاون معا.. من خلال إنشاء صندوق لجمع أموال بين سكان العمارة مثلا -واللي معاه يكمل على اللي مش معاه- أو يتبنى المقتدرون في الشارع أو المنطقة تكاليف غير المقتدرين.
وقبل ختامي أريد أن أشكر أبي رحمه الله بعد الله سبحانه وتعالى فقد كان يلهمني كثيرا من الأفكار التي ساعدتني في حياتي، فمنذ سنوات وأنا أفكر في كيفية التعامل مع أزمة المياه في مصر وكيف يمكنني كمواطن مساعدة بلدي في ترشيد الاستهلاك والمشاركة في زيادة وعي الناس، وكنت دائما ما أستلهم كلمة أبي لنا: "بيت المهمل بيخرب قبل بيت الظالم" والتي كان يوجهها لي ولأخوتي في مواقف إهمالنا في التعامل مع الأشياء في البيت خاصة الضرورية كإهمال إصلاح الحنفية أو اللمبة أو ترتيب المنزل وترك الأشياء في غير مكانها "شباشب وهدوم مثلا"… مجرد فكرة يااارب تتحقق.

المصدر : صدي البلد