منتجو النفط يسابقون الزمن لوضع اتفاق يوقف نزيف خسائر أسعار الخام

كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية أن كلا من المملكة العربية السعودية وروسيا وغيرهما من منتجي النفط حوال العالم يتسابقون من أجل وضع أطر اتفاق يضع حدا للانهيار غير المسبوق في أسعار الخام الذي سجل أسوا أداء فصلي في تاريخه خلال الربع الأول من هذا العام.
وذكرت "بلومبرج"-في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين-أنه برغم أن التفاوض بشأن تفاق نفطي حاليا سيتطلب جهدا دبلوماسيا هائلا في ظل تسخير دول العالم مواردها لمكافحة جائحة فيروس كورونا، الا أن هناك رغبة ملحة من قبل المنتجين لتنسيق اتفاق طوعي بشأن الخفض قبل أن ترغمهم معطيات السوق على خفض سعتهم الإنتاجية بشكل حاد مع نفاد مواقع التخزين.
واوضحت أن المفاوضات الجارية حاليا تستهدف التوصل لاتفاق بشأن خفض مستويات الإنتاج بنسبة 10% ، وهو أعلى معدل خفض يتم التباحث بشأنه على الاطلاق من أجل مجابهة الانهيار التاريخي في معدلات الطلب العالمية على الوقود بالتزامن مع تدابير حظر السفر والتنقل المفروضة للحد من انتشار عدوى كورونا.ونقلت بلومبرج عن مسئولين اثنين لم تفصح عن هويتهما قولهما إن المفاوضات شهدت أمس تقدما بعض الشىء لكنها تظل في مواجهة تحديين رئيسيين: أولهما انعقاد اجتماع تحالف "أوبك +" الذي كان مقررا اليوم وتم تأجيله الي الخميس المقبل ، والثاني يتمثل في مشاركة الولايات المتحدة بالمحادثات رغم عدم ابداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبة تجاه هذه الخطوة.
وأضاف المسئولان ان المفاوضات تبحث حاليا إمكانية عقد اجتماع لوزراء الطاقة لدول مجموعة العشرين يوم الجمعة عبر وسائل التواصل الافتراضي في مسعى لاستمالة مشاركة الجانب الأمريكي الذي بدا أكثر تحفظا حيال المشاركة ي اجتماع ( أوبك +)، ملوحا بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده النفطية من الخارج لحماية شركات النفط الأمريكية.
ونقلت بلومبرج عن أحد الخبراء قوله: "إن عدم مشاركة الجانب الأمريكي يستحيل معها اتمام اتفاق لخفض الإنتاج مع بقاء المعضلة الأساسية التي تواجه المفاوض السعودي والروسي دون حل، ألا وهى مواصلة قطاع النفط الصخري بتكساس زيادة إنتاجه، حتى وإن أقرا مزيدا من التخفيضات في الإنتاج".
من ناحية اخرى، لايزال الخلاف الروسي السعودي حول المعيار الذي سيتم بموجبه تقرير نسب الخفض المستهدفة قائما، مع رغبة الجانب الروسي أن يتم الخفض على أساس متوسط معدل الإنتاج من الخام في الربع الأول من 2020, في حين يرى نظيره السعودي أنه من الأفضل الاستناد الى مستويات شهر أبريل الجاري.
من حانبه، اعتبر رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أن التخفيضات عميقة للإنتاج من أوبك وحدها لن تكون كافية الحيوية دون تراكم هائل للخام، مناشدا دول العالم ذات الاقتصادات الأكثر ثراء مناقشة طرق أوسع نطاقا لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط. موضحا أن الإجراءات الرامية إلى احتواء انتشار فيروس كورونا أدت إلى فاقد "لم يسبق له مثيل" في الطلب قد يصل إلى ربع الاستهلاك العالمي.
وقال بيرول إنه حتى مع خفض للإنتاج يصل إلى 10 ملايين برميل يوميا، والذي ربما تناقشه أوبك ومنتجون آخرون الخميس المقبل، سيظل هناك تراكم يومي بمقدار 15 مليون برميل في الربع الثاني.

المصدر : صدي البلد

activoads.com