طبيب يكشف كواليس ومفاجآت من داخل مستشفى العزل بأسوان لعلاج كورونا.. شاهد

أبطال الجيش الأبيض دائماً يمثلون" صمام أمان " لمواجهة أى جائحة تحدث هنا أو هناك ، ومنها مكافحة ومجابهة فيروس كورونا المستجد ، فهؤلاء الأبطال يواصلون الليل بالنهار ليجسدوا بذلك ملحمة وطنية طبية ، ويعتبرون بحق مثالا ونموذجا مشرفا يفتخر به المصريون ، ويستحقون منا كل التقدير والاحترام والإشادة المستمرة لما يبذلونه من جهود مضنية فى سبيل توفير الرعاية الصحية والطبية المتكاملة لأى حالة مرضية يتم احتجازها حتى تماثلها للشفاء التام .

وفى هذا الصدد تلقى " صدى البلد " الضوء في السطور التالية على أحد الأبطال وهو الدكتور " سامح سمير" أخصائى الحميات بمستشفى حميات أسوان وذلك بعد عودته إلى منزله عقب إنتهاء فترة عمله على مدار 14 يوماً داخل أروقة مستشفى أسوان التخصصى بمنطقة الصداقة الجديدة والمخصصة للعزل والحجر الصحى لمصابى كورونا .

ويروى الدكتور سامح سمير فى تصريحات خاصة " لصدى البلد " قصة وكواليس رحلته على مدار الـ 14 يوماً داخل مستشفى العزل بالصداقة الجديدة حيث أوضح بأنه فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساء الجمعة الموافق 20 مارس 2020 جاء له إتصال هاتفى من مدير مستشفى الحميات للتوجه نحو مستشفى أسوان التخصصى للعمل ضمن منظومة العمل داخل المستشفى لتقديم أوجه الرعاية
الطبية لمصابى مرض كورونا .

وقال البطل المصرى سامح سمير بأنه يعمل بالأساس فى مستشفى حميات أسوان ، وطلب منه مع 4 من زملائه الاستعداد فى أى وقت للتواجد بمستشفى العزل ، ليبدأ تجهيز شنطته وأمور حياته بإبلاغ زوجته بالأمر، حيث أوضح لزوجته ذلك، وبدأت الرحلة مع قدوم 8 حالات من مصابى فيروس كورونا قادمة من الغردقة لمستشفى العزل بأسوان.

وأشار دكتور سامح بأنه على مدار الـ 14 يوماً بمستشفى العزل كان يتم تقديم الخدمة العلاجية من منظومة طبية متكاملة حيث أن المستشفى تضم كافة التخصصات الطبية من الحميات والصدر والعظام والجراحة والأطفال والباطنة والأشعة وغيرها ، فهى منظومة عمل متكاملة ، فالجميع يعمل كفريق واحد ، ونكمل بعضنا البعض فى متابعة الحالات وتوفير الخدمة العلاجية المتكاملة لهم .

وأضاف بأنه قبل التعامل مع الحالات نقوم بإرتداء الواقيات الشخصية الآمنة والتى تشمل البدلة ذات اللون الأخضر أو الأزرق وغطاء الرأس والنظارة لحماية ملتحمة العين من أى إصابات بالفيروس ، بجانب الماسك والكازلك وذلك بهدف عدم نقل أى عدوى لنا حتى نؤدى رسالتنا فى تقديم العلاج للحالات على الوجه الأكمل حيث أن هذه الواقيات تعطينا الشعور بالأمان ، وأن التعامل أصبح يوماً بعد يوم أكثر سهولة ، وكنا مسئولين عن الدور الثالث ، وكلنا كنا كفريق طبى كنا بنسهل الشغل على بعضنا ، وبدأنا الشغل من تانى يوم على طول لوصولنا للمستشفى .

وتابع الطبيب سامح سمير بأننا كنا بنتعامل مع كافة المرضى حيث نقوم بإستمرار بالإطمئنان عليهم وعلى حالتهم الصحية وقربوفائهم ، وكان مشهد خروج المتعافين الأكثر سعادة بالنسبة لنا "المهمة مزدوجة بيننا
، أقدم أحسن خدمة للمريض بأقل مضاعفات ممكنة بالنسبة لي، والسعادة في خروجهم كانت تفوق الوصف ".

وأكمل بأن رحلة العلاج لكل مصاب
تتراوح لنحو 8 أيام حيث بعد تقديم العلاج للحالة على مدار 4 أيام ، يتم في اليوم
الخامس إجراء مسحة له ، وعقب التأكد من سلبيتها ، يتم في اليوم السابع عمل مسحة
أخرى للحالة وعند التأكد والإطمئنان النهائى من سلبية الحالة بعد تحولها من
الإيجابية لسلبية ، يتم في اليوم الثامن التصريح والسماح لهذه الحالة بالخروج من
مستشفى العزل .

وعن عودته لمنزله بعد إنتهاء فترة
عمله على مدار الـ 14 يوماً بمستشفى أسوان التخصصى بالصداقة الجديدة أوضح الدكتورسامح سمير بأنه قبيل خروجه من مستشفى العزل ، تم إجراء إختبار له اختبار "PCR"
الذي أجراه للتأكد من خلوه من فيروس كورونا قبل أن يغادر المستشفى ، ليستكمل
الرحلة فريق أخر ، وفى تمام السابعة مساء الجمعة الماضية تم إخباره بسلبية التحليل الخاص به وسلامته هو و 4 أطباء أخرين كانوا بصحبته بالدفعة الأولى من مستشفى حميات أسوان والذين تماإنتدابهم لتلك المهمة يوم 20 مارس الماضى .

وعلى الفور أبلغ زوجته بهذا الخبر السار "أول ما عرفت النتيجة طمنتها ، وقلتلها الساعة 7 ونص أننى سلبي وساعة وسوف أصل للبيت"، قبل أن تطلب منه أمرًا لم يفهم حينها سببه حيث قالت له قبل ما تيجي البيت بربع ساعة كلمنى، وأنا مكنتش عارف ليه ومسألتش ، وبالفعل نفذ طلبها وقبل ما يصل لطريق السادات أجرى مكالمة بزوجته وقال لها قدامى عشر دقائق
أكون في البيت".

في تلك الأثناءكانت زوجته إريني شكرى قد أبلغت سكان العمارة وجيرانه في الشارع بقدومه، وما إن دخل شارعه بحى المنشية الجديدة حتى دوى إلى أسماعه تصفيق حاد وصفافير موجهة إليه.

وقال لقيت فجأة سكان العمارة اللي أنا فيها واللي قصادي والشارع الجانبي في البلكونات
بيحيوني"، ولما كان هذا الموقف مفاجئاً لى جاء الرد عفوياً أيضًا: "أقل حاجة
أحط إيدي على رأسي أشكرهم على اللي قدموه".

أستمر سمير بضع
دقائق يستقبل تحية جيرانه على ما قدمه في سبيل علاج مصابي فيروس كورونا ، لكنه لم يتوقع
أيضًا أن يجري تداولها بهذا الحجم الكبير منذ أمس الأول "اللي خلى الموضوع يكمل
الدكتور ماجد جاره ، والذى وثق هذه اللحظة ونشرها على السوشيال ميديا".

وأضاف بأن هذه "المفاجآت السعيدة"أذهبت تعب أسبوعين كاملين داخل المستشفى المغلقة على المصابين بفيروس كورونا المستجد، وأنه يعتبر هذا الاحتفاء الشعبي بوصوله بمثابة "رسالة لأي دكتور ليروح مستشفى العزل"، بل يرى أن التجربة
أضافت له كثيرًا وحملت ذكريات وشعور بالفخر قد لا يتكرر بهذا الشكل "في يوم من
الأيام .

وتابع هقول لأولادي حصل جائحة في 2020 وكنت من أوائل الناس التي لبت النداء الوطني"، إذ يرى نفسه وغيره ممن كانوا معه على مستوى مستشفيات العزل والحميات بمثابة الجندى الذى يحارب على
الجبهة "لكن الأصعب إن الجندى بيواجه عدو مرئى ، بينما نحن كنا بنواجه فيروس مجهول وهذا يصعب الأمور .

وأختتم بطل الجيش الأبيض سامح سمير قوله بأنه
تعامل فى عام 2009/2010 مع جائحة أنفلونزا الطيور وقتذاك حيث كان وقتها فى مستشفى حميات العباسية بالقاهرة يجهز لرسالة الماجستير والدكتوراة ، وأن لديه خبرة فى التعامل مع أى جائحة ، وهذا ما ساهم بفضل الله فى التعامل مع حالات المصابين بكورونا بمستشفى العزل بالصداقة الجديدة .

وأقرأ أيضاً :

حكايات من دفتر بطولات الجيش الأبيض بأسوان.. ممرضة تترك أبناءها لوالدتها لترعى مصابي كورونا

المصدر : صدي البلد